ما هو الحول (تعريفه -أنواعه – أسبابه ..)

الحول هو أن تفقد العينان بشكل دائم أو متقطع القدرة على التثبيت على نفس الهدف المرئي بحيث تكون إحداهما مثبتة بشكل صحيح و الأخرى منحرفة في اتجاه ما. وهو طيف واسع من الأمراض المختلفة وله أنواع وتصانيف و أسباب عديدة ويشكل اختصاص فرعي في طب العيون, ويصيب حوالي 2% من أفراد المجتمع.

أسباب الحول

تتحرك كرة العين في الاتجاهات المختلفة بواسطة ستة عضلات محركة لكل عين , ويشرف نظام عصبي غاية في الدقة على تناسق حركة العينين معاً وإن أي خلل يطرأ على العضلات المحركة أو التحكم العصبي فيها قد يسبب الحول.

ولأن السيطرة العصبية على حركة العينين مرتبطة أيضاً بمطابقة الخيال المرئي على شبكية العين فإن مشاكل الرؤية وخاصة مد البصر و ضعف الرؤية الشديد مهما كان سببه هي من أشيع أسباب الحول. 

بالخلاصة فإن أهم أسباب الحول قد تكون: مد البصر , أسباب خلقية أو وراثية , إصابات الجملة العصبية المركزية أو شلل الأعصاب المحركة للعين , فقد الرؤية أو الضعف الشديد في إحدى العينين, إصابة عضلات العين بسبب رض أو مرض غدي أو التهابي أو تليفي  ونسبة لا بأس بها من الحالات تكون مجهولة السبب.

https://youtu.be/kP8R3r-dHUs

تصنيف الحول وأنواعه المختلفة

يصنف الحول بحسب جهته إلى:

• حول أنسي Esotropia : أي أن تنحرف العين باتجاه الأنف
• حول وحشيExotropia : أي أن تنحرف العين باتجاه الأذن
• حول عمودي: ويكون علوي أو سفلي (Hypertropia /Hypotropia)
• حول مركب أفقي وعمودي

كما يصنف بحسب ظهوره إلى:

• حول ثابت (دائم الظهور)
• حول متقطع يحدث في بعض الأوقات أو في بعض وضعيات النظر ويزول في أوقات اخرى
• حول كامن (يسمى أيضاً شطور Phoria ): وهو لا يظهر خلال الحياة العادية ويظهر فقط خلال تغطية العين (تنحرف العين المغطاة وتعود للوضع الصحيح عند كشف الغطاء) وهو قد يسبب التعب أو الإجهاد البصري كما قد يتحول مع الوقت إلى حول متقطع أو إلى حول ثابت

ويصنف أيضاً إلى حول وحيد الجهة (بحسب العين المصابة به) أو حول متبادل أو متناوب بين العينين (أي يحدث أحياناً في العين اليمنى وأحياناً في اليسرى)

ويصنف أيضاً بحسب العمر الذي بدأ به:

• حول ولادي (يكون واضح من الولادة)
• حول طفلي (يظهر خلال الأشهر الأولى من العمر)
• حول مكتسب (وهو الحول الذي يظهر في أي عمر بعد 6 أشهر)

وبغض النظر عن التصانيف السابقة فإن هناك أنواع عديدة جداً من الحول ولكل نوع صفات مختلفة وعلاج مختلف عن غيره ومنها أنواع شائعة جداً و أنواع أخرى أقل شيوعاً وأنواع نادرة وسنورد فيما يلي أهم أنماط الحول الشائعة وسنتحدث عن كل نوع بمقالة منفصلة

• الحول الأنسي الطفلي Infantile Esotropia
• الحول الأنسي ذو المنشأ التطابقي Accommodative Esotropia
• الحول الوحشي المتقطع Intermittent Exotropia
• الحول الحسي Sensory strabismus
• تناذر دوين Duane Syndrome
• تناذر براون Brown Syndrome
• الحول العمودي الافتراقي Dissociated vertical deviation DVD
• شلل العصب الرابع (أو شلل العضلة المنحرفة العلوية) 4^th Nerve palsy
• شلل العصب السادس (شلل العصب المبعد العيني) 6^th Nerve palsy
• شلل العصب الثالث (شلل العصب المحرك العيني) 3^th Nerve palsy
• الحول الناجم عن اعتلال العين الدرقي (داء غريف)

ما هي الأضرار والمشاكل التي يسببها الحول

• لأن تواصل البشر مع بعضهم يعتمد بصورة كبيرة على النظر في عيون الآخر خلال الحديث معه يشكل وجود الحول الواضح مشكلة كبيرة تسبب تأثيرات نفسية واجتماعية قد تكون الضرر الأكبر للحول وخاصة عندما يكون الحول واضح وشديد مما قد يعرض الطفل للمضايقة والتنمر ويعرض المرضى عموماً للعزلة والاكتئاب وضعف التواصل مع الآخرين كما يعرضهم لمواقف محرجة من قبيل ارتباك الأشخاص الذين يحدثونهم وعدم معرفتهم إن كان المريض ينظر إليهم أو يتحدث معهم أم هو ينظر أو يتحدث لشخص آخر (شاهد الفيديو التالي للدكتور سامر حجو لمزيد من التفاصيل حول الموضوع)

• يحمل الحول وحيد الجانب والذي يحدث في السنوات الأولى للحياة خطر الكسل الوظيفي في العين والذي قد يكون شديد لدرجة أن تصبح العين شبه فاقدة للرؤية وقد يصبح التحسن مستحيل في حال تأخر المعالجة (لمعلومات أكثر عن الكسل الوظيفي ولما له من أهمية كبيرة يمكنكم قراءة المقالة الخاصة عنه على هذا الرابط )
• قد يسبب الحول الرؤية المزدوجة (الشفع Diplopia) ويعني ذلك أن المريض يرى نسخة أخرى من أي شيء مرئي وهي الصورة الخاصة بالعين المنحرفة ويحدث ذلك عادة عندما يبدأ الحول بصورة مفاجئة عند الكبار، ونادراَ ما يحدث الشفع عند الأطفال أو في حال بدأ الحول في الطفولة وذلك لأن دماغ الطفل يتمتع بمرونة عالية وتكيف سريع وعادة ما يعالج هذه المشكلة خلال ساعات أو أيام عن طريق التركيز على العين التي تنظر بشكل طبيعي و إهمال الصورة القادمة من العين المنحرفة، لكن عند الكبار قد يستحيل هذا التكيف وقد يستمر وجود الخيال الإضافي لشهور وسنين وقد يعقد حياة الشخص بشكل كبير ويعرضه للمخاطر ويضطره أحياناً إلى تغطية إحدى العينين بشكل دائم.
• يسبب الحول فقد الرؤية ثلاثية الأبعاد بما قد يعيق عمل الشخص المصاب بالحول في بعض المهن كما قد يؤثر على أدائه في بعض المهام وبعض الرياضات (وقد تم شرح ذلك في الفيديو السابق)
• تسبب بعض أنواع الحول وضعية رأس شاذة وأشهر وضعيات الرأس الشاذة الناجمة عن الحول هي وضعية إمالة الرأس إلى أحد الكتفين بسبب الحول العمودي الناجم عن شلل العصب الرابع ووضعية تدوير الوجه للجانب بسبب الحول الناجم عن تناذر دوين، وعادة ما يستقيم الرأس وتزول وضعية الرأس الشاذة بعد التصحيح الجراحي الناجح للحول.

المبادئ الأساسية في علاج الحول

• يتطلب علاج الحول أولاً دراسة معمقة لكل حالة و قياس دقيق و متكرر للحول في مختلف اتجاهات النظر من أجل التشخيص الدقيق للخلل الموجود.
• في حال وجود كسل وظيفي أو مشكلة في الرؤية يجب علاجها أولاً وإن قسم كبير من حالات الحول يعتمد علاجها فقط على النظارة و تغطية العين الجيدة لتنشيط الرؤية بالعين السيئة.
• في حال وجود مشكلة عصبية أو غدية أو أي مرض جهازي مسبب للحول فيجب علاج المسبب أولاً
• هناك حاجة لجراحة الحول في الكثير من الحالات التي لا تنفع معها العلاجات الأخرى الغير جراحية وهي جراحة غير خطرة لكن النتيجة المثمرة تعتمد على خبرة الجراح و على الدراسة الجيدة للحالة قبل الجراحة وتحديد العضلات التي يجب إجراء الجراحة عليها ودرجة التقوية أو الإضعاف اللازم لهذه العضلات. أخيراً أنوه إلى ضرورة الفحص والعلاج الباكر لكل طفل لديه حول أو شك بالحول وإن الإهمال أو التأخر في المعالجة قد يؤدي في بعض الحالات لنتائج كارثية قد لا يمكن علاجها لاحقا